روضة العقائد[url=https://emooo.roo7.biz/javascript:OpenWin('index.php?show=news&action=print&id=142', '500','500')]
[/url][url=https://emooo.roo7.biz/javascript:OpenWin('index.php?show=news&action=sendtofrind&aid=142', '400','250')]
[/url][url=https://emooo.roo7.biz/javascript:OpenWin('index.php?show=news&action=comments&aid=142', '410','440')]
[/url]
اخاف من معناها المشرف - 19/10/2008م - 8:13 ص | مرات القراءة: 1936
في حوار مع دكتورة سورية على وشك تحولها إلى مذهب الحق مدرسة أهل البيت عليهم السلام قالت لي في ذلك الحوار الطويل ... :
إن قلبي مرتاح لمدرسة أهل البيت عليهم السلام ، وعقلي يرشدني إلى ذلك إلا أني متوقف من كلمة واحدة " أشهد أن عليا ولي الله "
سألتها : وما الذي يخيفك من هذا المعنى ؟
قالت : لا اعلم ماذا تعني ؟
فقلت لها : إن معنى أن عليا ولي الله لها مراتب ثلاثة كلها نتفق فيها ولا نختلف عنها إلا في بعض المراتب .
قالت : وما هي ؟
قلت : المرتبة الأولى .بمعنى العبد الصالح . إن عليا ولي الله بمعنى ( الولي ) العبد الصالح فتقول زيد من أولياء الله أي من العباد الصالحين الذين لهم منزلة إيمانية قوية . وهذا المعنى مقابل لما نشره بنو أمية من أن عليا ليس بولي أنهم كانوا يطعنون فيه باللمز والغمز بأبشع الالقاب والأوصاف حتى بلغ بهم أن يسبو عليا على منابرهم لمدة سبعين سنة .. فهذه العبارة تقول لهم ( إن عليا ليس عدوا الله بل هو ولي الله )
وهذا المعنى متفق عليه بين جميع المسلمين أن عليا عبدا صالحا وهو من الأولياء .
قلت لها : أتتفقين معي في هذا المعنى ؟
قالت : نعم لا اختلف معك في هذا ..
وما هو المعنى الثاني : قلت : المرتبة الثانية . بمعنى الولي بمعنى الأخص .إن الولي المراد في المعنى الثانية أن له خصوصية فوق الولي العادي إذ انه هو الوحيد الذي لديه شهادة من رسول الله على أن الله يحبه ورسوله يحبه ، وهو يحب الله ورسوله .. وأن هذا المقام الذي شهد له رسول الله ليس مقاما عاديا بل كبار الصحابة كان يتمناه مثل الخليفة عمر بن الخطاب . فقد روى النسائي بسنده في صحفة 57عن أبي هريرة .وغيره هذا الحديث .
عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لادفعن الراية اليوم إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله . فتطاول القوم ، فقال : أين علي بن أبي طالب ؟ فقالوا : يشتكي عينيه ، قال : فبصق نبي الله في كفيه ومسح بهما عيني علي ودفع إليه الراية ففتح الله على يديه.
( أخبرنا ) قتيبة بن سعيد ، قال : اخبرنا يعقوب ، عن سهل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر : لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، يفتح الله عليه .
قال عمر ابن الخطاب : ما أحببت الامارة إلا يومئذ . فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب فأعطاه إياها ، وقال :
امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك . فسار علي ثم وقف ، فصاح يا رسول الله على ماذا اقاتل الناس ؟
قال : قاتلهم حتى يشهدوا ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فإذا فعلوا ذلك قد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله .
قلت : إن هذه الروايات تشير إلى أن المقام الذي أعطاه رسول الله صلى الله عليه وآله فخرا بحيث تطاولت الأعناق وأي أعناق تطاولت ؟ أعناق كبار الصحابة الذين كانوا يتوقعون أن رسول الله صلى الله عليه واله يعطيهم الراية والقيادة .. فصاحبها كان غائبا ولم يشهد ذلك التطاول فنودي وجيء به .. وهو إشارة إلى معاني كبيرة لو تأملناها ولكن يكفينا أنه مقام تمناه كبار الصحابة .. ألا وهو شهادة رسول الله بمحبة هذا القائد لله ولرسول له ..وحب القائد لله ولرسول .
ردت الدكتورة علي : قبلنا هذا المعنى ونعرف أنه معنى صحيح وما هو المعنى الآخر ؟
قلت : المرتبة الثالثة . الولي بمعنى الحاكم .نتفق جمعينا أن الولي في المعنى الثالث هو من معاني الحكم ولذلك كان علي صلوات الله عليه حاكما على المسلمين وأميرهم ولا يختلف أحد من المسلمين أن عليا عليه السلام كان حاكما للمسلمين وخليفة لرسول الله صلى الله عليه واله وهذا الأمر محط أتفاق بين المسلمين جميعا استنادا
للواقع الخارجي الذي أثبت قبول الأمة له ماعدا شرذمة من الخوارج والنواصب ، والمارقين عن الدين الذين نكثوا البيعة ، وخالفوا أمر نبيهم صلى الله عليه واله والقران في أتباع علي عليه السلام .
وللأدلة الشرعية القرآنية والنبوية وهذه الأدلة كثيرة لا تحصى ولكن منها قول الله تعالى في سورة المائدة
( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) الولي هو الله سبحانه وتعالى .. لأن الله مالك السموات والأرض وهو ولي كل مؤمن ومؤمنة .
هو النبي محمد صلى الله عليه واله .. لأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم بما ولاه الله على الناس ولذلك في خطبة الغدير يقول رسول الله
( ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قال الصحابة : بلى يا رسول الله . ) وهو من آمن بالله ، وأقام الصلاة ، وأتى الزكاة وهو راكع ... فهو ولي من الله على المؤمنين بما ولاه الله تبعا لرسوله .. والذي تصدق وأتى الزكاة وهو راكعة هو الأمام علي بن أبي طالب عليه السلام .
وهذا الأمر متفق عليه فلم الخوف من قولها ( أشهد أن عليا ولي الله ) ؟
قالت الدكتورة بعدها :
لو كان الأمر كذلك لقلناه ولم نعترض ولكنكم تقولونه بمعنى آخر ..
قلت : وما هو ؟
قالت : أنه يعلم الغيب ، ويتصرف بالخلق ..ونحوه ؟
فأجبتها قائلا :
دعك عن بقية المراتب التي يمكن أن يتحدث عنها البعض ويكفيك أن تؤمني بهذا القدر فقط وبقية المراتب ليس محلها هنا ولا موردها ..ومع ذلك فأننا نقول :
إن كان علي ولي من أولياء الله وعبد صالح فهو يستطيع أن يتصرف في الكون بإذن الله حينما يعطيه الله تلك القدرة كما قال الله سبحانه وتعالى في حديث قدسي ( مازال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أكون سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها )
وفي حديث أخر ( عبدي اطعني تكن مثلي تقول لشيء كن فيكون وأقول لشيء كن فيكون ) فهو بهذا المرتبة التي أعطاه الله يستطيع ومع ذلك فليس حديثنا هنا ولا يهمنا هذا أبدا ..
ما نريده ما قلناه في المراتب الثالثة فقط ..
فقالت الدكتورة السورية :
أشهد أن عليا ولي الله فقلت لها كرريها عشرا
فكررتها عشرا
أشهد أن عليا ولي الله ..
وبعد الحوار الطويل جاء وقت رحيلي لمشاغلي فانصرفت إلى بعض مشاغلي وتركتها تفكر فيما قلت والله اعلم بمن هو أهدى سبيله وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين
من موقع الدكتور الشيخ توفيق بو خضر